الحرب الإيرانية الإسرائيلية- صراع متصاعد، هدنة مؤقتة، أم نهاية المطاف؟
المؤلف: محمد مفتي08.28.2025

لم يكن اندلاع الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل حدثاً مفاجئاً، بل كان أمراً متوقعاً للغاية، وذلك لتضافر العديد من العوامل التي كانت تنذر باحتمالية نشوب هذا الصراع العسكري، فالشرق الأوسط يعيش حالة من الغليان الشديد منذ أحداث السابع من أكتوبر، ومع اتساع دائرة الحرب وامتدادها إلى دول ومناطق متعددة، أصبح الجميع يترقبون لحظة اندلاع حرب طويلة الأمد. بالإضافة إلى ذلك، وقبل اشتعال فتيل الحرب الإيرانية الإسرائيلية، صرحت إسرائيل بأنها لن تنتظر نتائج المفاوضات المتعلقة ببرنامج إيران النووي، كما أكدت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً أن الخيار العسكري للتعامل مع إيران يظل مطروحاً بقوة على الطاولة.
عندما تصرح الولايات المتحدة بأن الخيار العسكري هو أحد الخيارات المتاحة، وفي المقابل، نجد أن الطرف الآخر المعني بالقضية يتمسك بموقفه المتشدد ولا يبدي أي قدر من المرونة أو التوجه نحو حل القضايا العالقة بالطرق السلمية، فإنه يمكننا حينئذ أن نستنتج وجود تنسيق واتفاق في المواقف بين الولايات المتحدة وإسرائيل، إذ يصعب تصور أن إسرائيل قد أقدمت على شن ضرباتها ضد إيران دون الحصول على ضوء أخضر من الولايات المتحدة، فتصريحات الإدارة الأمريكية خلال فترة استهداف إسرائيل لإيران تتضمن قدراً كبيراً من التشجيع والتأييد لقصف المزيد من الأهداف الإيرانية.
صرح الرئيس الأمريكي السابق ترمب خلال أحد لقاءاته الصحفية في فترة الحرب أن تدمير بعض المفاعلات النووية الإيرانية يستلزم امتلاك قدرات لا تتوفر لدى إسرائيل، وعلى رأسها الصواريخ القادرة على اختراق التحصينات الإيرانية المحصنة في أعماق الأرض، والتي لا تمتلكها سوى الولايات المتحدة، وهو ما تحقق بالفعل، حيث قامت الولايات المتحدة بتحقيق ما عجزت إسرائيل عن تحقيقه، وشنّت ضربات موجعة – وصفتها بالناجحة تماماً – لثلاث منشآت نووية إيرانية هامة.
مما لا شك فيه أن الضربات المتبادلة بين الطرفين الإيراني والإسرائيلي كانت مستنزفة ومرهقة لكلا الطرفين، كما أنها استنفدت الكثير من الموارد المالية والبشرية والبنية التحتية في كلا البلدين، وفي الداخل الإسرائيلي، نجد أن الشعب الإسرائيلي، الذي لا يزال يعالج جراحه الناجمة عن حرب غزة، وجد نفسه فجأة في مرمى الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى، مما أثار الرعب والفزع في نفوس غالبية السكان، ودفعهم إلى الهروب إلى الملاجئ الآمنة للاحتماء من القصف الصاروخي الإيراني الذي تمكن من إلحاق أضرار بالعديد من المباني المدنية في قلب إسرائيل.
من المؤكد أن هناك تفاوتاً كبيراً بين حربي غزة وإيران بالنسبة لإسرائيل، فحرب غزة هي حرب حدودية ملاصقة لإسرائيل، وهو ما مكنها من توجيه ضربات قاصمة وموجعة باستخدام المدرعات والدبابات والطائرات لحركة حماس، مما أدى إلى تضخيم خسائرها، وذلك في الوقت الذي تتكبد فيه حربها مع إيران تكاليف باهظة نظراً للبعد الجغرافي والتكاليف العالية للآلة الحربية الحديثة والمتطورة المستخدمة في هذا الصراع.
المتأمل لتصريحات الحكومة الإسرائيلية قبيل الإعلان عن وقف الحرب بفترة وجيزة يلحظ العديد من التصريحات النارية الصادرة من الجانب الإسرائيلي، والتي تعلن بوضوح أن الحرب لن تنتهي قريباً، وأنه لا تزال هناك قائمة طويلة من الأهداف الإيرانية التي تسعى إسرائيل إلى قصفها وتدميرها، غير أنه من المرجح أن المظاهرات الحاشدة التي تندلع بشكل يومي في إسرائيل بسبب التكاليف الباهظة للحرب التي يتحملها المواطن الإسرائيلي، بالإضافة إلى الاستهلاك المكثف للذخيرة الحربية الأمريكية، هما السبب في إجبار إسرائيل على الموافقة على التوقف مؤقتاً لالتقاط الأنفاس.
السؤال الذي يفرض نفسه الآن: هل توقفت الحرب فعلاً؟ ربما تكون قد توقفت بالفعل لبعض الوقت ريثما يتمكن كل طرف من تقييم خسائره وإعادة ترتيب صفوفه والتفكير ملياً فيما حدث، ولكن هل ستتخلى إيران عن برنامجها النووي؟ من الجلي تماماً أنه إذا لم تعلن إيران صراحة عن تخليها عن هذا البرنامج الذي يثير الجدل، فإن الحرب لم تنته بعد، فقد تتمكن إيران من إعادة بناء ما تم تدميره في المستقبل، حتى وإن استغرق الأمر بعض الوقت، ولا سيما أنها اكتسبت خبرات واسعة نتيجة عمل دؤوب لعقود طويلة في بناء هذا البرنامج النووي.
عندما قامت إسرائيل في الماضي بتدمير المفاعل النووي العراقي في عام 1981، فإن ذلك لم يمنع العراق من إنتاج أسلحة الدمار الشامل، فأسلحة الدمار الشامل ليست بالضرورة نووية فقط، بل هناك العديد من الأسلحة المدمرة غير النووية، ولذلك فإن تدمير المفاعلات النووية الإيرانية ليس نهاية المطاف، بل يجب أن تكون الحلول شاملة وعادلة، وهو ما يتضمن أن تتوقف إسرائيل عن ممارساتها الاستفزازية، وإلا فإن التوقف عن الحرب لن يكون سوى هدنة مؤقتة لالتقاط الأنفاس إلى أن تشتعل الحرب من جديد.
عندما تصرح الولايات المتحدة بأن الخيار العسكري هو أحد الخيارات المتاحة، وفي المقابل، نجد أن الطرف الآخر المعني بالقضية يتمسك بموقفه المتشدد ولا يبدي أي قدر من المرونة أو التوجه نحو حل القضايا العالقة بالطرق السلمية، فإنه يمكننا حينئذ أن نستنتج وجود تنسيق واتفاق في المواقف بين الولايات المتحدة وإسرائيل، إذ يصعب تصور أن إسرائيل قد أقدمت على شن ضرباتها ضد إيران دون الحصول على ضوء أخضر من الولايات المتحدة، فتصريحات الإدارة الأمريكية خلال فترة استهداف إسرائيل لإيران تتضمن قدراً كبيراً من التشجيع والتأييد لقصف المزيد من الأهداف الإيرانية.
صرح الرئيس الأمريكي السابق ترمب خلال أحد لقاءاته الصحفية في فترة الحرب أن تدمير بعض المفاعلات النووية الإيرانية يستلزم امتلاك قدرات لا تتوفر لدى إسرائيل، وعلى رأسها الصواريخ القادرة على اختراق التحصينات الإيرانية المحصنة في أعماق الأرض، والتي لا تمتلكها سوى الولايات المتحدة، وهو ما تحقق بالفعل، حيث قامت الولايات المتحدة بتحقيق ما عجزت إسرائيل عن تحقيقه، وشنّت ضربات موجعة – وصفتها بالناجحة تماماً – لثلاث منشآت نووية إيرانية هامة.
مما لا شك فيه أن الضربات المتبادلة بين الطرفين الإيراني والإسرائيلي كانت مستنزفة ومرهقة لكلا الطرفين، كما أنها استنفدت الكثير من الموارد المالية والبشرية والبنية التحتية في كلا البلدين، وفي الداخل الإسرائيلي، نجد أن الشعب الإسرائيلي، الذي لا يزال يعالج جراحه الناجمة عن حرب غزة، وجد نفسه فجأة في مرمى الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى، مما أثار الرعب والفزع في نفوس غالبية السكان، ودفعهم إلى الهروب إلى الملاجئ الآمنة للاحتماء من القصف الصاروخي الإيراني الذي تمكن من إلحاق أضرار بالعديد من المباني المدنية في قلب إسرائيل.
من المؤكد أن هناك تفاوتاً كبيراً بين حربي غزة وإيران بالنسبة لإسرائيل، فحرب غزة هي حرب حدودية ملاصقة لإسرائيل، وهو ما مكنها من توجيه ضربات قاصمة وموجعة باستخدام المدرعات والدبابات والطائرات لحركة حماس، مما أدى إلى تضخيم خسائرها، وذلك في الوقت الذي تتكبد فيه حربها مع إيران تكاليف باهظة نظراً للبعد الجغرافي والتكاليف العالية للآلة الحربية الحديثة والمتطورة المستخدمة في هذا الصراع.
المتأمل لتصريحات الحكومة الإسرائيلية قبيل الإعلان عن وقف الحرب بفترة وجيزة يلحظ العديد من التصريحات النارية الصادرة من الجانب الإسرائيلي، والتي تعلن بوضوح أن الحرب لن تنتهي قريباً، وأنه لا تزال هناك قائمة طويلة من الأهداف الإيرانية التي تسعى إسرائيل إلى قصفها وتدميرها، غير أنه من المرجح أن المظاهرات الحاشدة التي تندلع بشكل يومي في إسرائيل بسبب التكاليف الباهظة للحرب التي يتحملها المواطن الإسرائيلي، بالإضافة إلى الاستهلاك المكثف للذخيرة الحربية الأمريكية، هما السبب في إجبار إسرائيل على الموافقة على التوقف مؤقتاً لالتقاط الأنفاس.
السؤال الذي يفرض نفسه الآن: هل توقفت الحرب فعلاً؟ ربما تكون قد توقفت بالفعل لبعض الوقت ريثما يتمكن كل طرف من تقييم خسائره وإعادة ترتيب صفوفه والتفكير ملياً فيما حدث، ولكن هل ستتخلى إيران عن برنامجها النووي؟ من الجلي تماماً أنه إذا لم تعلن إيران صراحة عن تخليها عن هذا البرنامج الذي يثير الجدل، فإن الحرب لم تنته بعد، فقد تتمكن إيران من إعادة بناء ما تم تدميره في المستقبل، حتى وإن استغرق الأمر بعض الوقت، ولا سيما أنها اكتسبت خبرات واسعة نتيجة عمل دؤوب لعقود طويلة في بناء هذا البرنامج النووي.
عندما قامت إسرائيل في الماضي بتدمير المفاعل النووي العراقي في عام 1981، فإن ذلك لم يمنع العراق من إنتاج أسلحة الدمار الشامل، فأسلحة الدمار الشامل ليست بالضرورة نووية فقط، بل هناك العديد من الأسلحة المدمرة غير النووية، ولذلك فإن تدمير المفاعلات النووية الإيرانية ليس نهاية المطاف، بل يجب أن تكون الحلول شاملة وعادلة، وهو ما يتضمن أن تتوقف إسرائيل عن ممارساتها الاستفزازية، وإلا فإن التوقف عن الحرب لن يكون سوى هدنة مؤقتة لالتقاط الأنفاس إلى أن تشتعل الحرب من جديد.